الإنظباط المدرسي وأهميته
تعاني مجموعة من مدارسنا بعض المشكلات والمخالفات السلوكية التي تتراوح بين صغيرة وكبيرة ، ومنها العصيان والتمرد على السلطة (إدارة المدرسة أو المدرس ) والتغيب عن المدرسة بدون إذن، والتأخر الصباحي ، والتأخر عن الحصص ، والاعتداء على الآخرين أو تهديدهم والاعتداء على الممتلكات ، والغش في الاختبارات، وبعض المخالفات اللاأخلاقية وقد تمتد تلك المشكلات إلى استخدام
وهذه المشكلات هي مظاهر لعدم الانضباط الذي تعاني منه تلك المدارس بدرجة أو بأخرى . ويمكن أن نعرف الانضباط المدرسي بأنه الالتزام بالسلوك الحميد الذي قرره ديننا الحنيف وإتباع الأنظمة والتعليمات المنظمة لعمل المدرسة وحفظ حقوق الآخرين والممتلكات العامة والتركيز على نجاح عملية التعلم والتعليم. والانضباط المدرسي له أهمية كبيرة في المؤسسات التربوية بمختلف مستوياتها إذ أنه محور العملية التربوية، وأساس نجاحها وتحقيق أهدافها. ولا يقتصر دور الانضباط على إسهامه في الرفع من مستوى الطالب ، بل يتعدى ذلك إلى تحقيقه أحد الأهداف التربوية السامية وهو الإسهام في نمو الطالب الخلقي والاجتماعي الذي لا يمكن أن يتحقق في مؤسسات تربوية غير منضبطة اذاالانضباط بصورة عامةعنصر مهم وأساسي في أي مجتمع من المجتمعات لتحقيق أهدافه وسلامة أفراده
أهمية الانضباط المدرسي
وترجع أهمية الانضباط إلى أن الانضباط شرط أساسي للتدريس والتعلم. فانضباط الطلاب يحقق للمعلم تحكمـًا في عملية التدريس ليصبح بمقدوره إكسابهم العلوم والمعارف والمهارات التي يخطط لها . وبدون الانضباط لا يمكن أن يكون هناك تدريس فعال مما قد يؤدي إلى انخفاض في تحصيل الطلاب الدراسي. ويقدر بعض التربويين أن نصف وقت المعلم في الفصل يضيع في التعامل مع عوارض خارج نطاق التدريس ومعظمها مشكلات انضباط ومخالفات سلوكية.
أن الانضباط مهم للجانب الاجتماعي في المدرسة فهو يسهل الاتصال والعلاقات الاجتماعية الجيدة بين الطلاب أنفسهم ، ومع معلميهم وإدارة المدرسة. فالانضباط يسهم في إيجاد بيئة مدرسية محببة للطالب ومشجعة على التعلم ، ويسهم كذلك في تحقيق مجتمع ذي سلوك حضاري في تعامله مع الآخرين أو الممتلكات العامة وفي التزامه بأنظمة المجتمع .
الانضباط يعلم أهمية التعاون بين أفراد مجتمع المدرسة أو المجتمع بشكل عام لتحقيق هدف معين، ويؤدي عدم الانضباط إلى تشتت الجهود وخسارة الموارد .
الانضباط يعلم أهمية التنظيم والتخطيط لإنجاز أي عمل، وبدونه تعم الفوضى والعشوائية في العمل،وينعكس هذا على أداء الطلاب مستقبلاً عندما يدخلون سوق العمل بدون مهارات أساسية لابد من توفرها فيمن يشغل أي مهنة من المهن .
الانضباط يعلم الطلاب منذ مرحلة مبكرة من حياتهم أهمية احترام حقوق الآخرين وكرامتهم التي ضمنها لهم الإسلام مثل عدم الاعتداء عليهم أو تخويفهم أو التجسس عليهم.
أسباب عدم الانضباط
هناك العديد من الأسباب ذات العلاقة بعدم الانضباط ، فوسائل الإعلام ، بما تعرضه من نماذج للعنف والجريمة ومن عادات وممارسات مخالفة ، لها أثر مؤسف على سلوك الناشئة مما قد ينعكس على سلوكهم داخل المدارس. وهذا العامل زاد تأثيره في السنوات الأخيرة نظرًا لانتشار القنوات الفضائية التي ألغت حدود المكان والزمان، وأصبح تأثير الأسرة والمدرسة على الطفل ضعيفـًا مقارنة بتأثير القنوات الفضائية الوافدة، وقنوات التواصل الاجتماعي ومن أسباب عدم الانضباط ضعف التوجيه الأسري في الكثير من الأسر وضعف الاهتمام بالجوانب التربوية وانشغال الآباء والأمهات عن توجيه أبنائهم وبناتهم وإكسابهم الأخلاق والعادات الحميدة وضعف مهاراتهم التربوية ، بالإضافة إلى التفكك الذي تعاني منه بعض الأسر واعتمادها على الخادمات أو غيرهن في تربية الأطفال . أن المستوى الاجتماعي والاقتصادي له أثر على الانضباط إذ الفقر والجهل لهما تأثير سلبي على انضباط الطفل وبالتالي الانضباط المدرسي، وبالإضافة إلى ذلك فإن المجتمع المحلي الذي توجد فيه المدرسة له تأثير في انضباط الطلاب ، فالمجتمع الذي يتميز بعلاقات حوار متماسكة ومستوى تعليمي مرتفع يتحقق فيه الانضباط بدرجات أعلى من غيره. ويدخل في العوامل المؤثرة في الانضباط مؤسسات الضبط والتوجيه الاجتماعي
أهمية دور المدرسة في تحقيق الانضباط ، وهي المجال الذي يمكن أن تتحقق فيه نجاحات كبيرة. فهناك العديد من المدارس التي يتوفر فيها مناخ دراسي هاديء ومنتظم ومنضبط داخل الفصل وخارجه بالرغم من اختلاف أحجامها، ونوعيات طلابها، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والأوضاع الجغرافية. وهذا الانضباط والانسيابية في العملية التربوية ليس وليد الحظ أو الصدفة وإنما يعود إلى ممارسات فعالة في ضبط الصف الدراسي والمدرسة بشكل عام . وقد أدى هذا إلى اتجاه التربويين إلى دراسة السمات التي تميز المدارس المنضبطة وتجعلها تحقق مستويات عاليةمن الانضباط السلوكي، كما اهتم الباحثون بدراسة السمات التي تميز المدارس غير المنضبطة والتي تعاني من الكثير من المشكلات السلوكية وخلافها.وعند مراجعة تلك السمات وجد أنها تشمل جميع جوانب بيئة المدرسة الرئيسة مما يعني أنه لا يمكن تحقيق الانضباط بشكل فعال إلا بنظرة شمولية تركز على جميع تلك الجوانب، وأن أي تقصير في جانب سوف يؤدي إلى فشل الجهود التي تهدف لتحقيق الانضباط. أهم سمات البيئة التعليمية للمدارس المنضبطة فيما يتعلق بالجوانب التالية
(الثقافة المدرسية –الإدارة المدرسية—المعلمون والمدرسون—أنظمة السلوك وطرق التعامل مع المشكلات–البرامج والمناهج والأنشطة )
توصيات عامة يمكن الاستفادة منها لتحقيق انضباط أفضل في مدارسنا :
1- الاهتمام بالمدرسة وجعلها قادرة على التعامل بفاعلية مع مشكلات عدم الانضباط وذلك بتوفير المساندة اللازمة لها من أدلة للمعلمين ومديري المدرسة في كيفية التعامل مع الطلاب والرفع من مستوى مهاراتهم في التأديب وضبط المدرسة وضبط الصف عن طريق برامج تدريبية تصمم لهذا الغرض .
2- نشر الثقافة المدرسية المشجعة على الانضباط من خلال وسائل الإعلام والمطبوعات وتواصل الوزارة المستمر مع المدارس .
3- وضع أنظمة وقواعد واضحة للسلوك وطرق التعامل مع المخالفات السلوكية.
4- التركيز في إعداد المعلم على بناء مهاراته الاجتماعية مثل مهارات الاتصال وحل المشكلات وكذلك مهاراته القيادية .
5- الاهتمام بالعملية التعليمية وتطوير مهارات التدريس لدى المعلمين وزيادة مرونة الخطط الدراسية وتوفير بعض المقررات الاختيارية للطالب .
6- إدخال مفاهيم حديثة في تقويم تحصيل الطالب لا تعتمد فقط على الاختبارات وإنما توظف أساليب متنوعة.
7- تزويد المدرسة ببرامج إرشادية متكاملة يمكن أن تطبقها ويُدَّرب المرشدون عليها ويركز في تدريبهم كذلك على مهارات الإرشاد الوقائي وأسسه .
8- الاهتمام ببرامج الأنشطة اللاصفية وإشراك جميع الطلاب منها وخاصة أولئك الطلاب الأكثر وقوعـًا في المخالفات أو الطلاب المعرضون للخطر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق